من المقرر أن يحضر المؤتمر البلدي لمجموعة البريكس في موسكو يومي 27 و28 أغسطس/آب ما مجموعه 126 دولة، حيث أعربت العديد من الدول عن اهتمامها بالانضمام إلى التحالف والابتعاد عن الدولار الأميركي في التجارة الدولية. ويمثل هذا الحدث خطوة مهمة نحو توسيع الكتلة وتعزيز استخدام العملات المحلية بين الدول النامية.
اقرأ المزيد:خطوة جريئة من الصين: 74 مليار دولار تتخلص منها الولايات المتحدة في عام واحد فقط، بينما دولتان من مجموعة البريكس تلمحان إلى تجارة خالية من الدولار
نصف العالم تقريبا يبدي اهتمامه بالانضمام إلى مجموعة البريكس والتخلي عن الدولار الأميركي
وتشهد دول مجموعة البريكس ـ البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا ـ زيادة في الاهتمام من جانب الدول النامية في مختلف أنحاء آسيا وأفريقيا وأميركا الجنوبية وأوروبا الشرقية. وتسعى هذه الدول إلى الحد من اعتمادها على الدولار الأميركي وتعزيز قوة العملات المحلية، وهو ما تعتقد أنه قد يؤدي إلى خلق مشهد مالي عالمي أكثر توازناً.
ورغم أن 26 دولة فقط تقدمت رسمياً بطلب الانضمام إلى مجموعة البريكس، فإن 21 دولة أخرى أعربت عن اهتمامها غير الرسمي، وتراقب العديد من الدول الأخرى أنشطة التحالف عن كثب. ويعكس هذا الاهتمام المتزايد رغبة متنامية بين هذه الدول في خلق بيئة اقتصادية عالمية أكثر عدالة.
أكد بول فريمبونج مؤسس مركز أفريقيا والصين للمشورة السياسية أن "أكثر من 40 دولة أعربت عن اهتمامها بالانضمام إلى مجموعة البريكس". وأشار إلى أن المجموعة تجتذب أعضاء محتملين متنوعين في المقام الأول بسبب هدف مشترك يتمثل في إصلاح النظام العالمي الذي يُنظر إليه على أنه متحيز ضدهم.
المصدر: لي شيويرين / شينخوا / غيتي إيماجز
المنتدى البلدي الدولي السادس يتناول المجالات الرئيسية ويعزز أهداف مجموعة البريكس في إزالة الدولرة
سيركز المنتدى البلدي الدولي السادس على 13 مجالًا رئيسيًا، بما في ذلك التعاون البلدي الدولي، والاقتصاد، والتقنيات الرقمية، والصناعة، والطاقة، والبنية التحتية الحضرية، والنقل، والبيئة، والرعاية الصحية، والتعليم، والعلوم، والثقافة، والرياضة، والسياحة. كما سيتم عقد أكثر من 70 حدثًا ومعرضًا تجاريًا، مثل معرض "DIGITECH+" السنوي و"الهندسة الميكانيكية: الاستراتيجيات والتقنيات" خلال المؤتمر.
ويهدف المنتدى إلى تيسير المناقشات حول تعزيز العملات المحلية، وتشجيع التقدم الرقمي، وبناء شراكات بلدية ودولية قوية. وتتوافق هذه المجالات مع طموحات الكتلة لجذب أعضاء جدد وتعزيز نزع الدولار.
اقرأ المزيد:التزامات جديدة: هل تكون مجموعة البريكس السبب وراء خروج السعودية من البترودولار؟
مؤتمر البلديات يمهد الطريق لمناقشات رئيسية في قمة البريكس السادسة عشرة في روسيا
ويُنظر إلى هذا المؤتمر البلدي باعتباره مقدمة حاسمة للقمة السادسة عشرة لمجموعة البريكس، المقرر عقدها في قازان، روسيا، في الفترة من 22 إلى 24 أكتوبر 2024. وستكون هذه القمة الأولى منذ مناقشات توسع الكتلة، وستوفر منصة للقادة لمعالجة القضايا الرئيسية، بما في ذلك إنشاء عملة البريكس المحتمل ومزيد من توسيع التحالف.
ومن المرجح أن يؤثر الزخم الذي اكتسبته القمة والاهتمام المتزايد من جانب الدول في مختلف أنحاء العالم على مناقشات القمة. وسوف تكون احتمالات ظهور عملة جديدة والتحول بعيداً عن الدولار الأميركي على رأس جدول الأعمال، في حين تسعى مجموعة البريكس إلى تعزيز مكانتها على الساحة العالمية.
الاهتمام العالمي المتزايد بمجموعة البريكس يشير إلى التحول بعيدًا عن الاقتصاد الذي يهيمن عليه الدولار
ومع اهتمام ما يقرب من نصف بلدان العالم بمجموعة البريكس، فإن استراتيجية التحالف في الابتعاد عن الدولار الأميركي قد تكتسب زخماً كبيراً. وينظر إلى مجموعة البريكس على نحو متزايد باعتبارها وسيلة للدول النامية لتأكيد استقلالها الاقتصادي ونفوذها.
وتشير قائمة الانتظار المتزايدة للانضمام إلى التحالف إلى مشهد جيوسياسي متغير، حيث تحرص المزيد من الدول على استكشاف البدائل للنظام الحالي الذي يهيمن عليه الدولار. وقد يؤدي هذا الاتجاه إلى اقتصاد عالمي أكثر تنوعًا ومتعدد الأقطاب، مع لعب مجموعة البريكس دورًا مركزيًا.
اقرأ المزيد:روسيا تعتزم إطلاق منصتين لتداول العملات المشفرة وعملة مستقرة لمجموعة البريكس
خاتمة
ومن المقرر أن يشكل مؤتمر البريكس البلدي والقمة المقبلة مستقبل التحالف وإمكاناته في تحدي هيمنة الدولار الأميركي. ومع حرص العديد من البلدان على الانضمام واستكشاف سبل جديدة للتعاون الاقتصادي، فإن البريكس على استعداد لأن يصبح قوة أكثر نفوذاً في الشؤون الاقتصادية العالمية.