ردًا على الضغوط الاقتصادية المستمرة، نفذ فرع بنك مينشنغ في بكين تخفيضات كبيرة في رواتب موظفيه تصل إلى 50%. ويشمل هذا الإجراء، الذي يعد جزءًا من سياسة "شد الحزام" الأوسع نطاقًا التي تروج لها الحكومة الصينية، أيضًا تعليق بعض النفقات والمزايا المرتبطة بالعمل.
مع أكثر من 4000 موظف، يعد فرع بكين هو الأكبر لبنك مينشنغ، وتمثل هذه الخطوة واحدة من أكبر تخفيضات الرواتب في القطاع المصرفي المحلي في السنوات الأخيرة. وعلى نحو مماثل، أقر بنك البناء الصيني أيضًا تخفيضات في الرواتب بنسبة 10% على الأقل في يوليو، مما يسلط الضوء على اتجاه بين البنوك التجارية لخفض التكاليف وسط الصعوبات الاقتصادية.
تأثير أزمة إيفرجراندي
واجه بنك مينشنغ، الذي تأسس في عام 1996 كأول بنك تجاري خاص في الصين، تحديات شديدة بسبب أزمة العقارات المستمرة. وباعتباره أحد الدائنين الرئيسيين لمجموعة إيفرجراند المتعثرة، شهد البنك ضغوطًا أكبر على ربحيته. ارتفعت نسبة القروض المتعثرة لقروض العقارات إلى 5.29% في النصف الأول من عام 2024، مما أدى إلى انخفاض صافي الربح بنسبة 5.5% على أساس سنوي.
ارتفاع معدلات البطالة في الصين
وبالإضافة إلى خفض رواتب الشركات، وصل معدل البطالة بين الشباب في الصين إلى مستويات مثيرة للقلق. ففي أغسطس/آب 2024، بلغ معدل البطالة بين غير الطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و24 عاما 18.8%، وهو أعلى معدل هذا العام. ويأتي هذا الارتفاع في ظل زيادة المنافسة في سوق العمل، وخاصة مع دخول نحو 12 مليون خريج جامعي إلى سوق العمل في يونيو/حزيران.
بلغ معدل البطالة بين الشباب في الصين من غير الملتحقين بالمدارس والذين تتراوح أعمارهم بين 16 و24 عامًا 18.8%. مصدر الصورة: بيانات كايكسين
لقد أوقفت الحكومة الصينية إصدار بيانات البطالة بين الشباب، مما أثار مخاوف بشأن حالة سوق العمل. وقد أثارت حادثة وقعت مؤخراً حيث قامت مدرسة ثانوية في سوتشو بتعيين خريج ماجستير في الفيزياء يبلغ من العمر 24 عاماً لوظيفة عامل نظافة مناقشات على الإنترنت، مما يعكس الصعوبة المتزايدة التي يواجهها خريجو التعليم العالي في تأمين وظائف مناسبة.
سياسة الحكومة "شد الحزام"
ولمعالجة هذه التحديات الاقتصادية، عززت الحكومة الصينية سياسة "شد الحزام". وتدعو هذه المبادرة، التي أُعلن عنها خلال المؤتمر الشعبي الوطني في مارس/آذار، الحكومات المحلية إلى التكيف مع بيئة مالية أكثر تقشفاً، مما يؤدي إلى فرض ضوابط صارمة على النفقات الإدارية. وقد تأثر موظفو القطاع العام بشكل خاص، حيث بدأت تخفيضات الرواتب في العام الماضي كجزء من هذه التدابير الرامية إلى خفض التكاليف.