شي جيبينغ يخطط لزيارة واشنطن في المستقبل القريب
الرئيس الصيني شي جين بينغ ومن المقرر أن يزور الممثل الأمريكي دونالد ترامب واشنطن، وهي الرحلة التي أكدها الرئيس دونالد ترامب خلال اجتماع مجلس الإدارة في مركز جون إف كينيدي للفنون المسرحية يوم الاثنين.
ورغم عدم الإعلان عن موعد رسمي، فمن الممكن أن يعقد الاجتماع في يونيو/حزيران، وهو ما قد يتزامن مع عيد ميلاد الزعيمين، مما دفع بعض المسؤولين إلى وصفه بـ"قمة عيد الميلاد".
وإذا تحقق ذلك، فسيكون هذا أول اجتماع وجهاً لوجه بينهما منذ عام 2018.
وتأتي الزيارة في ظل تصاعد التوترات، مع تصعيد ترامب لحربه التجارية من خلال رفع الرسوم الجمركية على الواردات الصينية إلى 20%.
ويؤكد البيت الأبيض أن هذه الخطوة هي رد مباشر على فشل بكين في الحد من الاتجار غير المشروع بالفنتانيل والمواد الكيميائية المستخدمة فيه.
لكن الصين تنفي هذا الادعاء بشدة، وتقول إن الولايات المتحدة تستخدم قضية الفنتانيل كذريعة للضغط الاقتصادي.
ومع ترسيخ الجانبين لمواقفهما، لا تظهر المواجهة الدبلوماسية أي طريق واضح للحل.
ترامب يرفع الرسوم الجمركية، والصين تسعى إلى مفاوضات تجارية
واتهمت وزارة الخارجية الصينية ترامب باستخدام أزمة الفنتانيل كذريعة لفرض عقوبات تجارية.
ويزعم مسؤولون من وزارة الأمن العام في بكين أن الصين اتخذت بالفعل إجراءات مهمة للحد من تجارة المخدرات، حيث أكد أحد ممثلي وزارة الخارجية أن واشنطن يجب أن تشكر بكين بدلاً من تصعيد التعريفات الجمركية.
وحث المسؤولترامب الإدارة لاستئناف المفاوضات التجارية.
لكن ترامب يظل ثابتا على موقفه، إذ يصر على أن الصين لم تبذل جهودا كافية لوقف الاتجار بالفنتانيل.
من جانبها، تزعم بكين أن الولايات المتحدة فشلت في تقديم خارطة طريق واضحة تحدد توقعاتها.
وقال مصدر مطلع على المناقشات إن واشنطن أرسلت رسائل دبلوماسية، لكن الصين لا تزال تشعر بالإحباط بسبب عدم وجود تفاصيل.
وبعيدًا عن الفنتانيل، تشتد حدة الحرب التجارية.
الأسبوع الماضي، فرض ترامب رسومًا جمركية بنسبة 25٪ على واردات الصلب والألمنيوم ومن المقرر أن يتم فرض تعريفات متبادلة أوسع نطاقا في الشهر المقبل على الدول التي تفرض حواجز تجارية غير عادلة.
وردت الصين بفرض رسوم جمركية بنسبة 15% على المنتجات الزراعية الأميركية وقيدت التجارة مع بعض شركات الدفاع الأميركية، على الرغم من أن تدابيرها المضادة كانت أكثر تحفظا من النزاعات السابقة.
تاريخ معقد لشي وترامب
أشار ترامب إلى انفتاحه على اتفاق تجاري جديد مع الصين، لكن بكين لا تزال حذرة.
وفي عام 2020، وقع الجانبان اتفاقية تعهدت فيها الصين بالحد من سرقة الملكية الفكرية وتعزيز الواردات من الولايات المتحدة بمقدار 200 مليار دولار.
لكن الاتفاق انهار في خضم جائحة كوفيد-19 ــ وهو الحدث الذي يواصل ترامب إلقاء اللوم فيه على الصين ــ مما ترك العلاقات متوترة.
وتحدث الزعيمان آخر مرة في يناير/كانون الثاني، قبل أيام من تنصيب ترامب، حيث ناقشا التجارة.تيك توك عمليات الولايات المتحدة، وأزمة الفنتانيل.
وزعم ترامب لاحقا أنهما تحدثا مرة أخرى في فبراير/شباط، على الرغم من أن بكين أكدت فقط المكالمة التي جرت في يناير/كانون الثاني.
ومع اقتراب اجتماع واشنطن، يتعين على الجانبين أن يتعاملا مع هذه التوترات التي لم يتم حلها.
وفي حين أشار بعض المسؤولين إلى أنه من الممكن أن تقام القمة في يونيو/حزيران المقبل باعتبارها "قمة عيد ميلاد"، لم يتم تأكيد ذلك رسميا.