في الثامن عشر من سبتمبر/أيلول، وقعت انفجارات متعددة في مختلف أنحاء لبنان شملت آلاف أجهزة الراديو التي يستخدمها أعضاء حزب الله، بما في ذلك المقاتلون والعاملون في المجال الطبي. وأسفرت الانفجارات عن مقتل 12 شخصاً وإصابة أكثر من 4000 آخرين. واتهم حزب الله إسرائيل بتدبير الهجمات وحذر من عواقب وخيمة.
موجة ثانية من الهجمات تستهدف معاقل حزب الله: انفجارات من أجهزة راديو منتهية الصلاحية تؤدي إلى قتلى وجرحى
وفي اليوم التالي، 19 سبتمبر/أيلول، ضربت موجة ثانية من الهجمات معاقل حزب الله، مما تسبب في انفجار العشرات من أجهزة الراديو. وقد أدت هذه الجولة الجديدة من الانفجارات إلى مقتل 20 شخصًا وإصابة حوالي 450 آخرين، مع اشتعال النيران في العديد من المباني والمتاجر والمركبات. وقد تم تحديد أجهزة الراديو المتضررة على أنها طراز ICOM IC-V82 الياباني الصنع، والذي توقف إنتاجه ولم تتم الموافقة عليه رسميًا أو فحصه من قبل سلطات السلامة.
لم يكن جهاز ICOM IC-V82، الذي تم إنتاجه بين عام 2004 وأكتوبر 2014، متاحًا لدى الموزعين المعتمدين، كما توقف تصنيع بطارياته. وقد صرحت ICOM بأنها تحقق في الحادث وستقدم تحديثات على موقعها على الإنترنت. وحذرت الشركة من أن المنتجات المتداولة قد تكون مزيفة.
اقرأ المزيد:انفجار لبنان يخلف 4 آلاف جريح.. الشركة التايوانية تنفي تورطها.. هل يمكن تفجير هواتف آبل عن بعد؟
إنكارات الشركات المصنعة والتحقيقات
أشارت التقارير الأولية إلى أن العبوات الناسفة من صنع شركة تصنيع تايوانية تدعى Gold Apollo. ومع ذلك، أوضح رئيس الشركة، Xu Qingguang، أن طراز AR-924 المعني تم إنتاجه في الواقع بواسطة شركة BAC المجرية. قدمت Gold Apollo فقط العلامة التجارية ولم تشارك في التصنيع. وفقًا للسلطات المجرية، لا تمتلك BAC قاعدة إنتاج ولا تتعامل مع المعدات المذكورة.
تكشف الوثائق القانونية عن أن شركة BAC تعمل كوسيط تجاري مع وجود تشغيلي محدود. وقد أنكرت الموظفة الوحيدة في الشركة، كريستيانا بارسوني أرسيدياكونو، تصنيع الأجهزة، مؤكدة دورها كوسيط.
وتقوم وزارة الدفاع الوطني التايوانية حاليًا بالتحقيق في حقيقة هذه الادعاءات، حيث يتولى مكتب المدعي العام لمنطقة شيلين التعامل مع القضية. وقد تم استجواب شو تشينغ قوانغ كشاهد، ولكن لم يتم إجراء أي عمليات تفتيش حتى الآن.
التأثير على شبكة اتصالات حزب الله
كان حزب الله، الذي كان قلقاً بشأن تعقب الاستخبارات الإسرائيلية له عبر الهواتف الذكية، قد تحول إلى استخدام أجهزة الراديو وأجهزة الاتصال اللاسلكية في وقت سابق من هذا العام. وتشير الهجمات الأخيرة إلى أن شبكة اتصالات حزب الله ربما تكون قد تعرضت للاختراق من قبل القوات الإسرائيلية. ويثير هذا التطور مخاوف بشأن أمن الأجهزة الإلكترونية التي تستخدمها المجموعة.
وقد اعترف وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت ضمناً بدور إسرائيل في تعطيل اتصالات حزب الله، مما يشير إلى أن الصراع يدخل مرحلة جديدة. كما كرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التزامه بتأمين شمال إسرائيل والاستعداد لمزيد من الإجراءات.
التأثيرات على DePIN والأمن المستقبلي
وقد سلطت هذه الحوادث الضوء على التهديدات الأمنية المحتملة لشبكات البنية التحتية المادية اللامركزية (DePIN)، والتي تنطوي على أجهزة مادية متصلة عبر تقنية البلوك تشين أو غيرها من التقنيات اللامركزية. وتؤكد الهجمات على الحاجة إلى تدابير أمنية قوية وإدارة المخاطر لحماية الأجهزة المتصلة بالشبكة من التهديدات المستقبلية، بما في ذلك الهجمات الإلكترونية والمادية.