لقد ركز الرئيس السابق دونالد ترامب أنظاره على الصين، محذرا من أن الولايات المتحدة تخاطر بفقدان ميزتها في مجال العملات المشفرة لصالح منافستها الجيوسياسية. وعلى الرغم من عدم اهتمام الصين الواضح بالعملات المشفرة، إلا أن ترامب يشعر بالقلق من أن الصين قد تتفوق على الولايات المتحدة في هذا القطاع الناشئ، مما قد يؤدي إلى اكتساب ميزة اقتصادية كبيرة على مستوى العالم.
رؤية ترامب للهيمنة على العملات المشفرة
كان ترامب صريحًا بشأن التزامه بضمان ريادة الولايات المتحدة في مختلف المجالات التكنولوجية والاقتصادية، حيث تشكل العملات المشفرة عنصرًا حاسمًا. ويزعم أن الزعامة الأمريكية في مجال العملات المشفرة ضرورية للهيمنة في مجالات التكنولوجيا والعلوم والتصنيع والذكاء الاصطناعي واستكشاف الفضاء. ولمواجهة نفوذ الصين المتزايد والتقدم التكنولوجي، يدفع ترامب باتجاه اتخاذ إجراءات سريعة وحاسمة.
مقترحات السياسة
لتعزيز زعامة الولايات المتحدة في مجال العملات المشفرة، اقترح ترامب عدة تدابير:
- تقليص اللوائح :تبسيط البيئة التنظيمية لتعزيز النمو في صناعة التشفير.
- الاحتياطي الاستراتيجي الوطني للبيتكوين :إنشاء احتياطي من البيتكوين باعتباره "أصلًا وطنيًا دائمًا". وفي حين أن التفاصيل نادرة، فإن هذه الخطة تتضمن الاحتفاظ بحوالي 210 ألف بيتكوين تم مصادرتها حاليًا من عمليات غير قانونية، بقيمة حوالي 14 مليار دولار.
- تغيير القيادة :استبدال غاري جينسلر، رئيس لجنة الأوراق المالية والبورصات الحالي، بمؤيد لصناعة العملات المشفرة.
تتضمن استراتيجية حملة ترامب الأوسع قبول التبرعات بالعملات المشفرة والترويج لفكرة إنشاء مخزون وطني من البيتكوين. وهو يتصور أن الولايات المتحدة ستصبح "عاصمة العملات المشفرة في العالم" و"قوة عظمى في مجال البيتكوين".
الجهود التشريعية
وتتوافق خطط ترامب مع الجهود التشريعية الجارية بقيادة السناتور سينثيا لوميس، التي تعمل على صياغة مشروع قانون لإنشاء احتياطي بيتكوين. ويهدف التشريع المقترح إلى تجميع مليون بيتكوين على مدى خمس سنوات، وهو ما يمثل حوالي 5% من المعروض العالمي. بالإضافة إلى ذلك، يقترح تحويل الاحتياطيات الزائدة في بنوك الاحتياطي الفيدرالي إلى بيتكوين.
استراتيجية الحملة والبلاغة
إن دفع ترامب للعملات المشفرة يتماشى مع سياسته "أميركا أولاً" وانتقاده لموقف الإدارة الحالية بشأن العملات الرقمية. لقد صاغ دفاعه عن العملات المشفرة كجزء من معركة أوسع ضد هيمنة الصين المتزايدة، ووضع نفسه كمدافع عن المصالح الاقتصادية الأميركية.
تعكس الخطط الطموحة للرئيس السابق دفعة كبيرة نحو دمج العملات المشفرة في الاستراتيجية الوطنية، مما قد يؤدي إلى إعادة تشكيل مشهد المنافسة الاقتصادية العالمية.