تترنح أسواق الأسهم العالمية حيث تشهد المؤشرات في جميع أنحاء العالم انخفاضات حادة. يتطلع المستثمرون بشكل متزايد إلى بنك الاحتياطي الفيدرالي للحصول على الإغاثة، ويضغطون من أجل تخفيضات كبيرة في أسعار الفائدة لتحقيق استقرار الوضع. وقد تم التأكيد على مدى إلحاح هذه الدعوات من خلال التصريحات الأخيرة الصادرة عن شخصيات بارزة، بما في ذلك إيلون ماسك، الذي تحدث بصوت عالٍ عن الحاجة إلى اتخاذ إجراءات فورية.
أزمة السوق العالمية
شهدت الأسابيع الماضية سلسلة من البيانات الاقتصادية المثيرة للقلق من الاقتصادات الكبرى، مما تسبب في عمليات بيع واسعة النطاق في أسواق الأسهم. وقد شهد مؤشر MSCI العالمي، الذي يتتبع أداء الأسهم الكبيرة والمتوسطة في 23 سوقاً متقدمة، انخفاضاً حاداً. وسجل مؤشر داو جونز الصناعي ومؤشر ستاندرد آند بورز 500 وناسداك المركب خسائر كبيرة. وعلى نحو مماثل، لم يسلم مؤشر فاينانشيال تايمز 100 في المملكة المتحدة، ومؤشر داكس في ألمانيا، ومؤشر نيكاي 225 في اليابان من الاضطرابات.
وتساهم عدة عوامل في هذا الانكماش، بما في ذلك التوترات الجيوسياسية المستمرة، وتعطل سلسلة التوريد، والمخاوف بشأن مرونة التعافي الاقتصادي العالمي بعد الوباء. ومع ذلك، تظل القضية المركزية هي أسعار الفائدة المرتفعة التي يحتفظ بها الاحتياطي الفيدرالي.
معضلة الاحتياطي الفيدرالي
ويواجه بنك الاحتياطي الفيدرالي، الذي ترك سعر الفائدة القياسي دون تغيير في نطاق 5.25% -5.50% خلال اجتماعه الأخير، الآن ضغوطًا متزايدة لخفض أسعار الفائدة. وعلى الرغم من إبقاء أسعار الفائدة ثابتة، أشار بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى إمكانية خفض أسعار الفائدة في اجتماعه القادم في سبتمبر. ومع ذلك، ومع عمق أزمة السوق الحالية، يعتقد الكثيرون أن التخفيض المتواضع بمقدار 25 نقطة أساس قد يكون غير كاف.
اعترف رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بأن البنك المركزي قد يخفض أسعار الفائدة الشهر المقبل إذا استمرت الظروف الاقتصادية في مسارها الحالي. وقد أثار هذا البيان تكهنات وتفاؤل المتداولين، حيث يراهن الكثيرون على أن التخفيض شبه مؤكد.
حجم القطع
في حين أن ضرورة خفض أسعار الفائدة تبدو مقبولة عالميًا تقريبًا، إلا أن حجمها هو موضوع نقاش حاد. وربما يكون خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس كافيا في الأوقات الأقل تقلبا، لكن الأزمة الحالية تشير إلى أنه قد تكون هناك حاجة إلى نهج أكثر عدوانية. ويقول محللو السوق والخبراء الماليون إن التخفيض بمقدار 50 نقطة أساس على الأقل قد يكون ضروريًا لتوفير التحفيز اللازم للاقتصاد المتعثر.
وجهة نظر إيلون ماسك
إضافة إلى جوقة الأصوات التي تدعو إلى خفض أسعار الفائدة، يأتي رجل الأعمال الملياردير إيلون ماسك. خلال عطلة نهاية الأسبوع، لجأ ماسك إلى منصة التواصل الاجتماعي X لانتقاد الاحتياطي الفيدرالي لعدم تحركه عاجلاً. "كان من الحماقة أن لا يخفض البنك المركزي الأمريكي أسعار الفائدة بالفعل". صرح المسك. تعكس تعليقاته شعورًا متزايدًا بين قادة الأعمال والمستثمرين بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي أبقى أسعار الفائدة مرتفعة لفترة طويلة جدًا، مما أدى إلى تفاقم عدم الاستقرار الاقتصادي.
إن رأي ماسك له وزنه، ليس فقط بسبب شهرته ولكن أيضًا بسبب سجله الحافل بالتنبؤات الدقيقة للسوق وتأثيره الكبير في مجتمعات التكنولوجيا والأعمال. ويضيف موقفه العلني المزيد من الضغوط على بنك الاحتياطي الفيدرالي لاتخاذ إجراءات حاسمة.
التطلع إلى المستقبل: قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي الحاسم
وقد أدى تراجع سوق الأسهم العالمية إلى وضع الاحتياطي الفيدرالي في وضع محفوف بالمخاطر. إن الدعوات لتخفيض أسعار الفائدة لا تتعلق فقط بما إذا كان ينبغي أن يحدث ذلك، بل تتعلق بمدى الأهمية التي يجب أن تكون عليها لإحداث تأثير حقيقي. وبينما يراقب العالم، ستكون قرارات بنك الاحتياطي الفيدرالي في الأسابيع المقبلة حاسمة. إن الفشل في التصرف بشكل حاسم قد يؤدي إلى إطالة أمد اضطرابات السوق وتعميق المشاكل الاقتصادية، في حين أن التحرك الجريء قد يؤدي إلى استقرار الأسواق واستعادة ثقة المستثمرين.
في هذه البيئة عالية المخاطر، تتجه كل الأنظار نحو الاحتياطي الفيدرالي وهو يمر بواحدة من أكثر الفترات صعوبة في التاريخ الاقتصادي الحديث. إن التوقعات واضحة: هناك حاجة إلى تخفيضات كبيرة في أسعار الفائدة، وهي مطلوبة الآن.