المدعي العام في مانهاتن يؤجل النطق بالحكم على ترامب في قضية الأموال السرية
وافق مكتب المدعي العام في مانهاتن على تأجيل النطق بالحكم على دونالد ترامب في قضية الأموال السرية، مما يسمح بالوقت لمزيد من التحركات القانونية.
وأكد مكتب المدعي العام في 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 أنه سيمدد الجدول الزمني لاستيعاب اقتراح ترامب القادم برفض القضية، وهي الخطوة التي كانت متوقعة على نطاق واسع بعد انتخابه رئيسا.
ويسلط هذا القرار الضوء على التقاطع بين التحديات القانونية التي يواجهها ترامب وطموحاته السياسية، حيث أقر المكتب بأنه من غير المرجح أن يصدر الحكم قبل انتهاء ولايته الرئاسية المقبلة.
توقف قد يستمر أربع سنوات
وتشير مصادر قريبة من مكتب المدعي العام إلى أن القضية قد تتوقف لمدة تصل إلى أربع سنوات، مما يمنح ترامب تأخيرًا كبيرًا في إجراءاته القانونية أثناء توليه منصبه كرئيس.
ويعد هذا التوقف الطويل جزءًا من استراتيجية أوسع نطاقًا لفريق الدفاع عن ترامب لتأجيل جميع مسائله القانونية إلى ما بعد انتخابات عام 2024.
ويبدو أن القضايا الفيدرالية التي ينظرها شون كونواي في طريقها إلى الانتهاء، كما أن قضية ولاية جورجيا متوقفة، بينما من المتوقع الآن أن تستمر قضية نيويورك إلى أجل غير مسمى.
لقد نجح محامو ترامب في شراء قدر كبير من الوقت، مما أدى فعليًا إلى تأجيل يوم الحساب الخاص به إلى ما بعد أفق دورة الانتخابات الحالية.
قناعة قد تصمد – في الوقت الراهن
وقد أدين ترامب في مايو/أيار 2024 بتهمة تزوير 34 سجلا تجاريا متعلقا بمدفوعات قدمت إلى كوهين للتغطية على تسوية بقيمة 130 ألف دولار مع نجمة الأفلام الإباحية ستورمي دانييلز - مما أثار سلسلة من التحديات القانونية.
ورغم هذه الجهود، أوضح المدعي العام أنه يعتقد أنه لا ينبغي إلغاء الإدانة، بحجة أن تصرفات ترامب، بما في ذلك تلك التي قام بها أثناء وجوده في منصبه، لا تزال خاضعة للتدقيق القانوني.
وأكد مكتب المدعي العام في ملفّه أنه لا يوجد قانون حاليًا يمنح الرئيس الحصانة من الإجراءات الجنائية بعد المحاكمة.
وفي رسالة موجهة إلى القاضي خوان ميرشان، ذكر المدعي العام:
"لا يوجد قانون حالي ينص على أن الحصانة المؤقتة للرئيس من الملاحقة القضائية تتطلب رفض إجراءات جنائية بعد المحاكمة بدأت في وقت لم يكن فيه المتهم محصنًا من الملاحقة الجنائية وتستند إلى سلوك رسمي لا يكون المتهم محصنًا ضده أيضًا."
ووصف المتحدث باسم ترامب، ستيفن تشيونج، التقديم بأنه "انتصار كامل ونهائي للرئيس ترامب".
فريق ترامب القانوني يكافح لإلغاء الإدانة
لكن محاميي ترامب يضغطون بقوة من أجل إلغاء الإدانة، مشيرين إلى القرار الأخير للمحكمة العليا الأميركية الذي منح الرئيس حصانة واسعة النطاق فيما يتصل بالأعمال الرسمية أثناء وجوده في منصبه.
وقال فريقه القانوني إن هذه الحصانة تمتد إلى إدانته في قضية الأموال السرية.
ويزعمون أنه بما أن الأدلة المقدمة أثناء المحاكمة تضمنت أفعالاً مرتبطة بواجباته الرسمية، فإنه لا ينبغي أخذها في الاعتبار في الإجراءات الجنائية.
وأضاف محامي ترامب، إميل بوف، أن تأخير ورفض القضية كانا ضروريين لمنع أي عقبات دستورية أمام قدرة ترامب على الحكم بمجرد توليه منصبه.
وقال بوف في رسائل البريد الإلكتروني المتبادلة مع المحكمة ومكتب المدعي العام في وقت سابق من هذا الشهر:
"إن إيقاف العمل والرفض ضروريان لتجنب العوائق غير الدستورية أمام قدرة الرئيس ترامب على الحكم".
تلعب هذه الحجة دوراً في المسألة القانونية الأوسع نطاقاً المتعلقة بما إذا كان الرئيس الحالي يستطيع أن يواجه عواقب قانونية أثناء ممارسته الحكم بشكل نشط.
النتيجة الحتمية لفوز ترامب في الانتخابات
وقال خبراء قانونيون، ومن بينهم المدعي العام السابق ومحلل شبكة "سي إن إن" إيلي هونيج، إن تأجيل الحكم على ترامب كان نتيجة حتمية لانتخابه.
وأوضح هونيج: "نحن نحب أن نقول إنه لا يوجد شخص فوق القانون في هذا البلد، ولكن الحقيقة هي أن شخصًا واحدًا هو فوق القانون إلى حد كبير، وهذا هو الرئيس، بسبب حكم الحصانة وبسبب سياسة وزارة العدل".
وأشار إلى أنه بموجب القانون الأميركي الحالي، يتمتع الرئيس بمستوى من الحصانة يمنع ملاحقته قضائيا خلال فترة وجوده في منصبه.
وفي الواقع، يعمل هذا على حماية ترامب من التأثير الكامل لإدانته أثناء تنقله في المشهد السياسي.
حكم مؤجل وظل قانوني متواصل
اتسمت الرحلة القانونية لترامب بالتأخيرات المتكررة، وخاصة بعد إدانته في مايو/أيار.
وجاءت الإدانة نتيجة محاكمة طويلة استغرقت شهرين.
لكن النطق بالحكم تأجل مرتين، الأولى في يوليو/تموز 2024، ثم مرة أخرى عندما أصبحت القضية أكثر تعقيدا مع أسئلة تتعلق بالحصانة الرئاسية وحكم المحكمة العليا.
وقد أدى هذا الجهد، إلى جانب تكتيكات أخرى مثل السعي إلى نقل القضية إلى المحكمة الفيدرالية، إلى تعقيد الأمور بشكل أكبر وإبطاء العملية القضائية.
ورغم ذلك، يظل مكتب المدعي العام ثابتا على اعتقاده بأن إدانة ترامب يجب أن تبقى.
ويقولون إن الأدلة المقدمة أثناء المحاكمة كانت "ساحقة" وأن المناورات القانونية التي قام بها ترامب لا ينبغي أن تعفيه من أفعاله.
ويبدو فريق المدعي العام عازمًا على متابعة القضية حتى النهاية، على الرغم من التعقيدات السياسية المحيطة بعودة ترامب إلى الرئاسة.