وكالة الأنباء المالية FX168 (أوروبا) قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتن إن بلاده أصبحت رائدة عالمية في تعدين البيتكوين. وأوضح أن هذا يرجع إلى فائض الطاقة الذي يمكن استخدامه في مناطق مثل سيبيريا، لكنه حذر أيضًا من أن هذه الأنشطة لا ينبغي أن تعيق تنمية المنطقة. تظهر البيانات أنه سيتم إنتاج 54000 بيتكوين في عام 2023.
تحدث بوتن عن قدرات روسيا في مجال تعدين البيتكوين وما يجعل البلاد أرضًا خصبة لهذه الصناعة. وفي كلمته في الجلسة العامة للمنتدى الاقتصادي الشرقي، أقر بوتن بأن روسيا أصبحت رائدة في هذه الصناعة بفضل موارد الطاقة الغنية في منطقتها.
وقال بوتن، بحسب صحيفة "إزفستيا" الروسية: "روسيا اليوم هي واحدة من الدول الرائدة في العالم في مجال التعدين، والسبب هو فائض الطاقة في سيبيريا".
لكن بوتن حذر من التأثير المحتمل لانتشار تعدين البيتكوين في سيبيريا، موضحا أن استخدامات أخرى لهذه الطاقات مهمة أيضا لتنمية البلاد. وشدد على أن "التعدين أمر جيد، لكن بناء المساكن والمرافق الصناعية والاجتماعية، فضلا عن إمداد مرافق الإنتاج المخطط لها بالكهرباء، لا يقل أهمية أو حتى أكثر".
وبحسب تقرير صادر عن سيرجي بيزديلوف، مدير جمعية التعدين الصناعي، أنتجت روسيا 54 ألف بيتكوين في عام 2023، وهو ما جلب للدولة أكثر من 550 مليون دولار من عائدات الضرائب. ومع ذلك، قدر بيزديلوف أن هذا الرقم سيرتفع بسبب القانون الذي تمت الموافقة عليه مؤخرًا بشأن تعدين العملات المشفرة، حيث سيتدفق مستثمرون جدد إلى هذا المجال.
وفقًا لتقرير حديث صادر عن شركة Chainalysis حول السياسات والتنظيم، تتخذ روسيا خطوات جريئة لمواجهة العقوبات الغربية من خلال تمرير تشريع لتقنين تعدين العملات المشفرة والسماح باستخدام العملات المشفرة للمدفوعات الدولية. ويمثل هذا تحولًا كبيرًا في السياسة في البلاد، التي فرضت في السابق قيودًا صارمة على العملات المشفرة.
وقالت شركة تشين أناليسيس إن مشاريع القوانين، التي وقعها بوتن كقانون في 8 أغسطس، هي جزء من استراتيجية روسيا الأوسع لتطوير طرق دفع بديلة وتقليل اعتمادها على الدولار الأمريكي.
ويفتح التشريع الجديد، الذي دخل حيز التنفيذ في سبتمبر/أيلول للمدفوعات عبر الحدود وفي نوفمبر/تشرين الثاني للتعدين، الباب أمام الشركات الروسية لاستخدام العملات المشفرة في التجارة الدولية. وتأتي هذه الخطوة في وقت حرج حيث تواجه روسيا ضغوطا اقتصادية متزايدة بسبب العقوبات الغربية.
وأشارت شركة Chainalysis إلى أن البنك المركزي الروسي (CBR)، الذي دعا سابقًا إلى حظر العملات المشفرة، يلعب الآن دورًا رئيسيًا في تنظيم هذه الأنشطة وضمان الرقابة الحكومية.
وذكرت الوكالة أن حكومة بوتن أدركت الأهمية المتزايدة للعملات المشفرة في المدفوعات العالمية. كما أكد بوتن نفسه أن روسيا لا يمكنها تفويت فرصة تنظيم الأصول الرقمية، والتي يعتقد أنها وسيلة لتقليل الاعتماد على النظام المالي الغربي.
وتوضح شركة Chainalysis أيضًا أن كبار المسؤولين، بما في ذلك محافظة البنك المركزي الروسي إلفيرا نابيولينا ومؤلف مشروع القانون أنطون جوريلكين، قد اعترفوا علنًا بأن القوانين تهدف إلى التخفيف من تأثير العقوبات.
ورغم أن الحظر الذي فرضته روسيا على المدفوعات بالعملات المشفرة المحلية لا يزال ساريًا، فقد أكدت شركة Chainalysis أن الحظر لم يؤثر بشكل كبير على استخدام العملات المشفرة على نطاق واسع في البلاد. فقد تصدرت روسيا باستمرار مؤشر Chainalysis العالمي لتبني العملات المشفرة، ومن المتوقع أن يعزز التشريع الجديد تبني العملات المشفرة بشكل أكبر.
وأفادت شركة Chainalysis أيضًا أن روسيا كانت تعمل على دمج العملات المشفرة تدريجيًا في اقتصادها قبل وقت طويل من تمرير هذه القوانين، مع قيام الملياردير الروسي فلاديمير بوتانين بإنشاء بنك Rosbank في وقت مبكر من عام 2023. وفي يونيو، أخذت زمام المبادرة في إطلاق مدفوعات العملات المشفرة عبر الحدود.
وذكرت شركة Chainalysis أن البنك المركزي الروسي يقود جهودًا لدمج العملات المشفرة في النظام المالي للدفع عبر الحدود، وأن البنية التحتية التجريبية موجودة حاليًا. وأوضحت الوكالة أن هذه الخطوة ستسمح للشركات الروسية المعتمدة وكيانات التعدين باستخدام العملات المشفرة في التجارة الدولية. وتعتقد Chainalysis أن هذه الخطوة تهدف إلى تخفيف ضغوط العقوبات الغربية وفتح قنوات جديدة للتجارة الدولية.
وأشارت شركة Chainalysis إلى أن التشريع يمنح البنك المركزي الروسي سيطرة أكبر على أنشطة العملات المشفرة في روسيا، مما يعزز سلطاته التنظيمية. وأشارت الوكالة أيضًا إلى أنه بينما يطور البنك المركزي الروسي عملة رقمية للبنك المركزي تسمى الروبل الرقمي، والتي من المتوقع إطلاقها في عام 2025، فإن القانون الجديد يسمح باستخدام العملات المشفرة الحالية تحت إشراف البنك المركزي.
وتشير تقارير شركة تشين أناليسيس إلى أن هذا التحول الاستراتيجي يتماشى مع الجهود الأوسع التي تبذلها روسيا لتجاوز النظام المالي الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة. وتخطط روسيا أيضًا لإطلاق بورصتين جديدتين للعملات المشفرة، واحدة في سانت بطرسبرغ والأخرى في موسكو. ومن المتوقع أن تلعب هذه البورصات دورًا رئيسيًا في تسهيل تداول العملات المشفرة عبر الحدود، على الرغم من أن الإطار القانوني لهذه المنصات لا يزال قيد التطور.
تشرح شركة Chainalysis أن البورصة التي يقع مقرها في سانت بطرسبرغ قد تستخدم البنية التحتية لبورصة سانت بطرسبرغ للعملات، على الرغم من أن الكيان نفى تورطه.
وأشارت شركة Chainalysis إلى أن روسيا لديها بالفعل العديد من البورصات البارزة غير المعتمدة على معرفة العميل، مثل Garantex وTetchange، والتي تعمل انطلاقًا من مركز الأعمال الدولي في موسكو. وذكرت الوكالة أن Garantex لا تزال تلعب دورًا محوريًا في سوق العملات المشفرة الروسية على الرغم من مواجهة عقوبات من وزارة الخزانة الأمريكية ومكتب تنفيذ العقوبات المالية في المملكة المتحدة (OFSI).
كما سلطت Chainalysis الضوء أيضًا على أن السيولة العميقة التي تتمتع بها Garantex على سلاسل الكتل الرئيسية تجعلها مرشحة محتملة للتداول بالعملات المشفرة المعتمدة من الدولة.
وتعتقد شركة Chainalysis أن قرار روسيا بتقنين تعدين العملات المشفرة يشكل جانبًا مهمًا آخر من استراتيجيتها للالتفاف على العقوبات. وينص القانون الجديد على إطار منظم لأنشطة التعدين، ويتطلب من الكيانات المعتمدة تسجيل عملياتها والإبلاغ عنها للسلطات المالية.
وأشارت شركة Chainalysis إلى أن هذه الخطوة هي جزء من هدف روسيا طويل الأمد لتصبح الرائدة العالمية في مجال تعدين العملات المشفرة، بهدف تجاوز الولايات المتحدة.