لقد استحوذت صربيا على اهتمام دول البريكس، ويبدو أن الشعور متبادل. وقد ترحب مجموعة البريكس، التي تعمل على توسيع عضويتها منذ بداية عام 2024، قريبا بانضمام صربيا إلى حظيرتها.
وسط اتجاه عالمي للابتعاد عن الدولار الأمريكي كعملة احتياطية في العالم، تقدم مجموعة البريكس الدعوات إلى الدول المتوافقة مع هذا التحول.
هل تصبح صربيا أول دولة في منطقة البلقان تنضم إلى البريكس؟
تشير التقارير إلى أن مجموعة البريكس وجهت دعوة إلى صربيا للانضمام إليهم في قمتهم المقبلة في روسيا في وقت لاحق من هذا العام. ويمثل هذا تطورا كبيرا، بالنظر إلى الجهود الطويلة التي بذلتها صربيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي منذ عام 2009، والتي لم تحقق سوى نجاح محدود. ويبدو أن صربيا ربما تفكر في التحول نحو تحالف دولي مختلف.
وفي العام الماضي، نجحت حركة الاشتراكيين الصربية في إقناع البرلمان بالموافقة على التقدم بطلب للحصول على عضوية البريكس، مشيرة إلى الدعم الشعبي القوي لهذه الخطوة.
وإذا قبلت صربيا الدعوة وأصبحت عضوا، فإنها ستكون أول دولة أوروبية تنضم إلى مجموعة البريكس، مما يشير إلى فصل جديد في علاقاتها الدولية.
التوقعات الاقتصادية لصربيا
وفقا لأحدث تقارير البنك الدوليتقرير وفي يوم الخميس، تم تعديل توقعات النمو الاقتصادي لصربيا لعام 2024 صعودًا إلى 3.5% من التقدير السابق البالغ 3.0%. ولا تزال التوقعات إيجابية، حيث من المتوقع أن تبلغ معدلات النمو 3.8% في عام 2025 و4.0% في عام 2026. ومع ذلك، فإن الحفاظ على هذا النمو سيتطلب إصلاحات هيكلية كبيرة، لا سيما مع أخذ تطلعات عضوية الاتحاد الأوروبي في الاعتبار.
ويتوقع البنك الدولي أيضًا أن يصل معدل التضخم إلى 5% في صربيا في عام 2024، ومن المتوقع أن ينخفض إلى 3.5% بحلول عام 2025 و3.2% في العام التالي. ومن المتوقع أن يتسع عجز الحساب الجاري إلى 3.6% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2024 من 2.6% في العام السابق، مع توقع تحسن طفيف على المدى القريب. وعلى الجانب الإيجابي، من المتوقع أن ينخفض العجز المالي في صربيا من 2.2% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2023 إلى 2.0% في عام 2024، ثم إلى 1.5% في السنوات المقبلة.
توسع البريكس وآفاق المستقبل
وقد قامت مجموعة البريكس، التي كانت تتألف في البداية من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، بتوسيع عضويتها لتشمل مصر وإثيوبيا وإيران والإمارات العربية المتحدة.
وبينما هيمنت الصين تاريخياً على التجارة داخل مجموعة البريكس، كان الاقتصاد الهندي ينمو بسرعة، مما أدى إلى تضييق الفجوة. ومع ذلك، تظل التجارة بين دول البريكس متمركزة إلى حد كبير حول الصين. كما أدت سياسة الصين الخارجية الحازمة إلى بروزها داخل المجموعة، على الرغم من أن اختلاف البرازيل بشأن أوكرانيا في عام 2022 أظهر احتمال الخلاف.
يعكس اقتراح الصين ضم الدول ذات الأوضاع الاقتصادية المتنوعة ومنتجي النفط الرئيسيين مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة إلى مجموعة البريكس طموحها لتوسيع نطاق المجموعة. ومع ذلك، فإن نجاح هذا التوسع يتوقف على كيفية إدارة البريكس لديناميكياتها الداخلية وتصورها العالمي.
يعد استخدام العملات المحلية في التجارة، وخاصة مع الصين، هدفًا رئيسيًا لمجموعة البريكس لضمان العدالة في التجارة العالمية. إن الكيفية التي تتعامل بها مجموعة البريكس مع تحدياتها الداخلية وتصوراتها الخارجية، وخاصة في ضوء نفوذ الصين، سوف تحدد نجاحها في المستقبل.