بعد 60 عامًا من الانتظار، ألقت تركيا للتو بفرصها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.الاتحاد الأوروبي (الاتحاد الأوروبي) خارج النافذة، مع الطلب الأخير للحصول على العضوية معالبريكس التحالف الاقتصادي والسياسي الذي تهيمن عليه روسيا والصين.
ومن شأن هذا القرار أيضًا أن يثير غضب حلف شمال الأطلسي، الذي يعد نقيضًا للقوى الشرقية الكبرى مثل الصين وروسيا.
هذه الخطوة السياسية غير معتادةديك رومى ، حيث أن البلاد ترسخ تقليديا علاقاتها الدبلوماسية مع تحالفها الغربي.
ويبدو أن تركيا تتخذ خطوة جريئة لإعادة تعريف موقف البلاد على رقعة الشطرنج الدولية من خلال إقامة شراكة خارج تحالفها التاريخي مع الغرب.
إعادة التموضع الجيوسياسي الاستراتيجي لتركيا
إن الطلب الرسمي الذي تقدمت به تركيا للانضمام إلى تحالف البريكس هو إشارة قوية إلى شركائها الغربيين بشأن رغبتها في تنويع تحالفها وسط الإحباط المتزايد تجاه الغرب.
وقال الرئيس أردوغان:
"إن تركيا يمكن أن تصبح دولة قوية ومزدهرة ومرموقة وفعالة إذا ما حسنت علاقاتها مع الشرق والغرب على حد سواء".
ويؤكد هذا التصريح على توازن الدولة في علاقاتها مع منافسيها اللدودين (الشرق والغرب) دون المساس بالمصلحة الوطنية.
ويؤكد الرئيس التركي أن هذه هي الطريقة الوحيدة التي ستعود بالنفع على تركيا، وأن أي طريقة أخرى لن تجدي نفعا.
إن اختيار تركيا الاقتراب من مجموعة البريكس هو استجابة للتحديات الاقتصادية والدبلوماسية التي تواجهها تركيا حالياً.
بعد عقود من الإحباط بشأن مساعي تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي والعلاقات المتوترة مع الولايات المتحدة، تأمل تركيا أن تكون مجموعة البريكس المنصة التي تسمح للبلاد بزيادة نفوذها على الساحة العالمية.
إعادة ترتيب القوى العالمية
إن انضمام تركيا إلى مجموعة البريكس من شأنه أن يؤدي إلى إعادة ترتيب القوى العالمية على نحو كبير. ومع انضمام تركيا إلى مجموعة البريكس فإن نفوذ المجموعة سوف يصبح أعظم من أي وقت مضى.
ومن خلال سعيها إلى تنمية العلاقات مع مجموعة البريكس، يبدو أن تركيا تحاول تعزيز نفوذها العالمي وإقامة علاقات جديدة خارج إطار حلفائها الغربيين.
لكن هذا القرار سيتطلب من تركيا قطع كل علاقاتها مع حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، وبالتالي يمكن للبلاد أن تنسى فكرة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي إلى الأبد.
إن تحرك تركيا للانضمام إلى مجموعة البريكس قد يكون بمثابة إشارة من تركيا إلى الغرب بأنها ترغب في الابتعاد عن الغرب والتقارب مع القوى الشرقية المزدهرة.
وتكهن العديد من المحللين أيضًا بأن هذا قد يكون جدول أعمال الرئيس أردوغان منذ البداية، قائلين إنه منذ فوزه في الانتخابات، كان يحاول التخلص من الغرب وحلف شمال الأطلسي، والتوجه نحو روسيا والصين.
عالم جديد كليا لتركيا
ورغم كل المخاطر، يبدو أن تركيا عازمة على اتباع هذا المسار الجديد في سياستها الخارجية، وهو المسار الذي قد يعيد تعريف دورها على الساحة العالمية.
وتظهر هذه الخطوة الاستراتيجية أيضًا رغبة تركيا في زيادة استقلاليتها الاستراتيجية والاستفادة من القوة المزدهرة لمجموعة البريكس، مع محاولتها الحفاظ على علاقة ودية مع التحالف الغربي مثل حلف شمال الأطلسي.