وفي استجابة للتحديات الاقتصادية المستمرة، أطلقت الصين تدابير تيسير نقدي كبيرة منذ أواخر الشهر الماضي، بما في ذلك خفض أسعار الفائدة، وخفض متطلبات الاحتياطي، وتعديل أسعار الرهن العقاري، مما أدى إلى تحقيق مكاسب لعدة أيام في الأسهم الصينية. ومع ذلك، فشلت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح في الإعلان عن تدابير تحفيز مالي إضافية يوم الثلاثاء كما توقع السوق، مما أدى إلى إضعاف ثقة المستثمرين والتسبب في انخفاض الأسهم الصينية مؤخرًا.
انخفضت جميع المؤشرات الرئيسية في الصين في اليوم الحادي عشر
ومن المقرر أن يعقد وزير المالية لان فينجآن مؤتمرا صحفيا في العاشرة من صباح يوم السبت لتقديم التدابير الرامية إلى "تعزيز التعديلات المضادة للدورة الاقتصادية في السياسة المالية". وفي حين لم يتم الكشف عن التفاصيل، فقد أشعل هذا التوقعات من جديد بشأن تدخل الحكومة لتعزيز الاقتصاد.
وفي السابق، لم تقدم اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح مقترحات محددة للتحفيز الاقتصادي، لكنها جددت التزامها بتحقيق هدف النمو الاقتصادي بنسبة 5% لهذا العام، وتعهدت بتسريع تدابير الدعم التي أعلنت عنها سابقا، وهو ما أدى إلى انخفاض حماس السوق.
كان بعض المحللين والبنوك الاستثمارية يتوقعون في البداية أن تعلن اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح عن تدابير تحفيز مالي إضافية تتجاوز تريليون يوان. ومع ذلك، فإن هذه المبادرات تقع خارج نطاق اختصاصها، وقد يكون الاجتماع المقبل لوزارة المالية بمثابة منصة للإعلان عن إجراءات تحفيز محتملة.
وأشار محللو كريدي سايتس إلى أن الحزم المالية في الصين عادة ما يتم تصميمها والإعلان عنها من قبل وزارة المالية ويتم الموافقة عليها من قبل المؤتمر الشعبي الوطني، وليس اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح. وبالتالي، قد يكون من السابق لأوانه استبعاد التدابير المالية الإضافية، على الرغم من أن حجمها قد يكون أقل من توقعات السوق مرة أخرى.
وتشير تقديرات السوق إلى تحفيز مالي بقيمة 2 تريليون يوان. ووفقا لاستطلاع أجرته بلومبرج وشمل 23 من خبراء الاقتصاد والمحللين ومديري الصناديق، فإن أغلبهم يتوقعون أن تعلن وزارة المالية عن تحفيز مالي إضافي بقيمة 2 تريليون يوان، ومن المرجح أن يتم تمويله من خلال إصدار سندات حكومية خاصة.
وأشار بوشان دوت، أستاذ الاقتصاد في معهد إنسياد، إلى أن تدابير التحفيز ينبغي أن تستمر لعدة سنوات، مع التركيز في المقام الأول على الأسر بدلاً من نموذج النمو الذي يعتمد على الاستثمار العقاري. وأكد على أهمية أهداف التحفيز وليس حجمه.
ويعتقد أغلب المشاركين أنه إذا لم تعلن لان فينج آن عن إجراءات في الثاني عشر من الشهر الجاري، فسوف يتم طرح حوافز مالية جديدة خلال الأشهر الستة المقبلة. كما يتوقعون أن تصدر الصين المزيد من السندات الحكومية لتوسيع الإنفاق العام بحلول نهاية العام المقبل، مع كون إصدار سندات حكومية خاصة هو الخيار الأكثر ترجيحا. وتوقع أربعة مشاركين أن يتجاوز حجم التحفيز ثلاثة تريليونات يوان.
وبحسب الميزانية السنوية، تخطط الصين لإصدار سندات حكومية جديدة بقيمة 9 تريليونات يوان هذا العام للمساعدة في تغطية الفجوة المالية. وبما أن أي حصة جديدة يجب أن يوافق عليها المؤتمر الشعبي الوطني أو لجنته الدائمة، فإن استخدام السندات غير المستخدمة من السنوات السابقة لن يتطلب موافقة تشريعية. وبحلول نهاية العام الماضي، كانت الحكومات المركزية والإقليمية لا تزال لديها نحو 2 تريليون يوان من الحصص غير المستخدمة، والتي يمكن استخدامها لإصدار سندات لتحفيز الاقتصاد هذا العام.