خطت قوة الشرطة السنغافورية خطوة كبيرة في التحقيق المستمر في غسيل الأموال، حيث كشفت عن مصادرة إجمالية تزيد عن 2.4 مليار دولار سنغافوري من الأصول المضبوطة. ويمثل هذا الرقم ضعف القيمة المبلغ عنها منذ العملية الأولية في أغسطس.
وفي بيان صدر في 20 سبتمبر/أيلول، أعلنت قوة شرطة سنغافورة أنه تمت مصادرة أصول إضافية نتيجة لاستمرار عمليات الشرطة. وتشمل الأصول التي تمت مصادرتها حتى الآن مجموعة متنوعة من العناصر، بقيمة إجمالية تتجاوز 2.4 مليار دولار سنغافوري. تشمل هذه الأصول أكثر من 76 مليون دولار سنغافوري نقدًا، و38 مليون دولار سنغافوري من العملات المشفرة، و294 حقيبة فاخرة، و546 قطعة من المجوهرات، و68 سبيكة ذهبية، و204 أجهزة إلكترونية، و164 ساعة فاخرة بقيمة تزيد عن 1.127 مليون دولار سنغافوري.
علاوة على ذلك، صدرت أوامر حظر التصرف في 110 عقارات و64 مركبة، تبلغ قيمتها الإجمالية 1.2 مليون دولار سنغافوري. بالإضافة إلى ذلك، تم ضبط زجاجات الخمور والنبيذ وأدوات الزينة المختلفة. ولا تزال التحقيقات جارية بشأن هذه الأصول.
تعد هذه العملية الواسعة جزءًا من إحدى أهم قضايا غسيل الأموال في سنغافورة، والتي تشمل عشرة مواطنين أجانب من أصل صيني يحملون جوازات سفر من دول مختلفة، بما في ذلك قبرص وتركيا وكمبوديا وني فانواتو والصين. والمشتبه بهم متهمون بغسل الأموال المتأتية من أنشطة إجرامية وارتكاب التزوير.
وبينما تم القبض على عشرة مشتبه بهم، أفادت الشرطة أن ثمانية آخرين ما زالوا طلقاء، وأن 12 فردًا يساعدون في القضية. في البداية، تجاوزت قيمة الأموال النقدية والأصول المجمدة مليار دولار سنغافوري، لكن هذا الرقم ارتفع إلى 1.8 مليار دولار سنغافوري في سبتمبر، وفقًا للمدعين العامين، بعد إجراء مزيد من التحقيقات.
ويواجه أحد المشتبه بهم الأجانب المعتقلين، وهو فانغ شويمينغ، وهو مواطن تركي، اتهامات بغسل الأموال والتزوير. وطلب شويمينغ الكفالة، لكن طلبه رُفض. وبحسب المدعي العام، فإن شويمينغ وشقيقه مطلوبان أيضًا في الصين بتهمة المقامرة غير القانونية.
ويسلط الإعلان الأخير الصادر عن قوة شرطة سنغافورة الضوء على الحجم الهائل للأصول المصادرة، والتي يبلغ مجموعها الآن 2.4 مليار دولار سنغافوري. تشمل هذه الأصول مجموعة واسعة من العناصر، بما في ذلك مبالغ كبيرة من النقد والعملات المشفرة وسبائك الذهب والسلع الفاخرة والعقارات والمركبات. إلا أن الشرطة لم تكشف عن تفاصيل محددة بشأن المضبوطات الأخيرة أو الطرق المستخدمة لتحديد مكانها.
ويأتي هذا الكشف في أعقاب عملية واسعة النطاق أجريت في الشهر السابق، والتي نفذ خلالها 400 ضابط شرطة مداهمات منسقة في جميع أنحاء سنغافورة، مما أدى إلى اعتقال عشرة مواطنين أجانب. ويشتبه في قيام هؤلاء الأفراد بغسل عائدات أنشطة الجريمة المنظمة، والتي يقال إنها تنطوي على عمليات احتيال ومقامرة عبر الإنترنت.
خلال المداهمات الأولية، تم الاستيلاء على أصول بقيمة مليار دولار سنغافوري، بما في ذلك حسابات مصرفية وعقارات فاخرة وسيارات وإكسسوارات راقية و23 مليون دولار سنغافوري نقدًا. بالإضافة إلى ذلك، كانت سبائك الذهب وجوازات السفر المتعددة من دول مثل قبرص وكمبوديا ودومينيكا والصين وتركيا وفانواتو من بين الأصول المصادرة. وبحلول أوائل سبتمبر/أيلول، ارتفعت قيمة الأصول المصادرة إلى 1.8 مليار دولار سنغافوري، في أعقاب الأدلة التي قادت السلطات إلى الأصول الموجودة في البنوك السويسرية.
وقد استحوذت هذه القضية البارزة على اهتمام كبير في سنغافورة، وهي دولة معروفة بقدرتها على جذب استثمارات كبيرة وثروات خاصة، خاصة في فترة ما بعد الوباء. وقد تفاقمت الطبيعة المروعة لهذه الاكتشافات بسبب سمعة سنغافورة في الحفاظ على معدلات الجريمة منخفضة.
وتشير البيانات الأخيرة الصادرة عن البنك المركزي إلى طفرة في النمو المالي في سنغافورة، مع زيادة الأصول الخاضعة للإدارة بنسبة 16% في عام 2021، لتصل إلى 5.4 تريليون دولار سنغافوري. ويتجاوز هذا النمو الزيادة العالمية البالغة 12%، والتي بلغت 112 تريليون دولار في نفس الفترة.