القاعدة الجديدة قد تدخل حيز التنفيذ في أكتوبر المقبل
في 14 أغسطس، أعلنت لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية (FTC)قاعدة نهائية تحظر على المسوقين استخدام التقييمات المزيفة ، بما في ذلك تلك التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي، فضلاً عن الممارسات الخادعة مثل دفع الأموال للروبوتات لزيادة أعداد المتابعين.
هذا قاعدة يعزز هذا القانون صلاحيات لجنة التجارة الفيدرالية في مجال التنفيذ، مما يسمح لها بفرض عقوبات مدنية على المخالفين.
ومن الجدير بالذكر أنقاعدة يمكن أن يؤثر ذلك على المؤثرين في مجال العملات المشفرة وغيرهم ممن يعززون حضورهم على وسائل التواصل الاجتماعي من خلال متابعين ومشاهدات وإعجابات وهمية.
ال قاعدة يتناول ستة مجالات رئيسية للتسويق الاحتيالي:
تقييمات المستهلكين المزيفة أو الكاذبة: تحظر القاعدة التقييمات والشهادات من جهات غير موجودة، مثل التقييمات التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي أو تلك التي يقدمها أفراد ليس لديهم خبرة في التعامل مع المنتج. كما يُحظر على الشركات شراء أو طلب أو نشر هذه التقييمات إذا كانت على علم بزيفها.
المراجعات المعوضة: لم يعد بإمكان الشركات تقديم تعويضات أو حوافز مقابل المراجعات التي تعبر عن مشاعر معينة، سواء كانت إيجابية أو سلبية.
المراجعات الداخلية: تحظر القاعدة المراجعات من قبل المطلعين على الشركة الذين لا يكشفون بوضوح عن ارتباطهم بالعمل، بما في ذلك تلك التي يتم طلبها من الموظفين أو الأقارب.
مواقع المراجعة المضللة: يُحظر على الشركات إنشاء أو تقديم مراجعات على مواقع الويب التي تبدو بشكل خاطئ وكأنها مستقلة، وهو تكتيك يستخدم عادةً في صناعة التكنولوجيا للترويج لمنتجاتها الخاصة.
التأثير المزيف على وسائل التواصل الاجتماعي: وتحظر القاعدة أيضًا على أي شخص، وليس فقط الشركات، بيع أو شراء مؤشرات وهمية للتأثير على وسائل التواصل الاجتماعي، مثل المتابعين أو المشاهدات التي يتم إنشاؤها بواسطة الروبوتات.
قمع المراجعة: تحظر القاعدة على الشركات إخفاء التقييمات السلبية من خلال الترهيب أو التهديدات القانونية أو الاتهامات الكاذبة. كما تحظر أيضًا تقديم معلومات مضللة مفادها أن التقييمات على موقع الشركة الإلكتروني تعكس الأغلبية عندما يتم إخفاء التقييمات السلبية.
صوتت لجنة التجارة الفيدرالية بالإجماع بنسبة 5-0 للموافقة علىقاعدة ، والتي من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ بعد 60 يومًا من نشرها في السجل الفيدرالي، ومن المرجح أن تكون في منتصف أو أواخر أكتوبر.
يمكن أن تؤدي المخالفات إلى فرض غرامات كبيرة، خاصة بالنسبة للشركات التي لديها عدد كبير من التقييمات.
وقالت رئيسة لجنة التجارة الفيدرالية لينا م. خان في بيان:
"إن المراجعات المزيفة لا تضيع وقت الناس وأموالهم فحسب، بل إنها تلوث السوق وتصرف الأعمال بعيدًا عن المنافسين الصادقين. ومن خلال تعزيز مجموعة أدوات لجنة التجارة الفيدرالية لمكافحة الإعلانات الخادعة، فإن القاعدة النهائية ستحمي الأميركيين من التعرض للخداع، وتنبه الشركات التي تتلاعب بالنظام بشكل غير قانوني، وتروج للأسواق العادلة والصادقة والتنافسية".
تسعى لجنة التجارة الفيدرالية إلى وضع لوائح ضد المراجعات المزيفة والمقاييس الاجتماعية المبالغ فيها لسنوات، وتمثل هذه القاعدة خطوة حاسمة في هذا الجهد.
هل برامج الدردشة الآلية مثل ChatGPT هي المسؤولة؟
مع استمرار نمو التجارة الإلكترونية والتسويق المؤثر والذكاء الاصطناعي التوليدي، يعتمد المزيد من المعلنين على برامج الدردشة الآلية مثل ChatGPT لتوليد تقييمات المستخدمين بسرعة.
وقد أدى هذا الاتجاه إلى تضليل المستهلكين في بعض الأحيان من خلال الثناء الكاذب أو الادعاءات الخادعة.
ورغم أن التقييمات المزيفة أصبحت بالفعل غير قانونية، فقد اتخذت بعض الشركات خطوات لمكافحة هذه المشكلة بشكل مستقل.
على سبيل المثال، في يوليو 2022، رفعت أمازون دعوى قضائية ضد أكثر من 10 آلاف من مسؤولي مجموعات فيسبوك بتهمة تسهيل المراجعات المزيفة.
وتحظى القاعدة الجديدة بدعم بعض من أكبر منصات المراجعة عبر الإنترنت، وتمثل تحولاً كبيراً من التنظيم الذاتي إلى الرقابة الحكومية الأكثر صرامة.
وأشار آرون شور، المستشار العام لمنصة المراجعة الكبرى عبر الإنترنت Yelp، إلى ما يلي:
"في حين أن سياسات Yelp تحظر منذ فترة طويلة الممارسات الموضحة في القاعدة النهائية للجنة التجارة الفيدرالية، فإننا نعتقد أن تطبيق هذه القاعدة الجديدة من شأنه أن يحسن المشهد الاستعراضي للمستهلكين ويساعد في تسوية فرص المنافسة للشركات."
وبدلاً من الاعتماد على وزارة العدل لمقاضاة القضايا الفردية، ستحصل لجنة التجارة الفيدرالية الآن على سلطة مبسطة لفرض الحظر بشكل مباشر.
لكن يبقى السؤال قائما: هل ستؤدي هذه القاعدة إلى الحد بشكل فعال من التعاملات الاحتيالية عبر الإنترنت، أم أنها ستكون مجرد خطوة صغيرة في معالجة مشكلة أكبر بكثير؟