بدأت المناظرة التلفزيونية الأولى بين دونالد ترامب وكامالا هاريس بالتركيز على القضايا الاقتصادية. سلطت هاريس الضوء على خلفيتها في الطبقة المتوسطة والتزامها بخفض الضرائب على الشركات الصغيرة وخلق ما أسمته "اقتصاد الفرص". وانتقدت ترامب لتفضيله للأثرياء والشركات الكبرى، واتهمته بفرض "ضريبة مبيعات ترامب" على الطبقة المتوسطة.
دافع ترامب عن سياساته التجارية، مؤكدًا أن بايدن حافظ على تعريفاته الجمركية على الرغم من الانتقادات الأولية. وزعم أن تعريفاته الجمركية كانت ضرورية لجعل أمريكا "عظيمة" وأنه خلق العديد من الوظائف وأدار جائحة كوفيد-19 بفعالية. كما أدان ترامب ممارسات التجارة السابقة، مدعيًا أن الولايات المتحدة خسرت مليارات الدولارات بسبب التجارة غير العادلة مع الصين ودول أخرى.
ترامب وهاريس يتجادلان حول سياسات الهجرة: مزاعم بزيادة الجريمة وأمثلة مثيرة للجدل
ثم تحول النقاش إلى قضايا الهجرة والحدود، حيث اتخذ ترامب موقفًا صارمًا. وأكد أنه لا ينبغي السماح للمهاجرين غير الشرعيين بأن يصبحوا مواطنين أمريكيين، مستشهدًا بمثال مثير للجدل لمهاجرين هايتيين يُزعم أنهم يأكلون الحيوانات الأليفة في سبرينغفيلد بولاية أوهايو. أثار هذا الادعاء انتقادات من مقدم برنامج ABC TV، الذي أشار إلى أنه مبالغ فيه وطلب من ترامب تقديم أدلة.
ورد ترامب بإلقاء اللوم على سياسات الهجرة التي تنتهجها هاريس في زيادة معدلات الجريمة، مشيرا إلى أنها سمحت للمجرمين بدخول الولايات المتحدة. وردت هاريس بالقول إنه لا ينبغي الحكم على المهاجرين مسبقا باعتبارهم مجرمين. كما أشارت إلى القضايا القانونية التي يواجهها ترامب والدعاوى القضائية الجارية، متهمة إياه بتسليح القضاء ضده. وأشارت المضيفة إلى بيانات مكتب التحقيقات الفيدرالي التي تظهر أن معدلات الجريمة انخفضت بالفعل في أعقاب سياسات الهجرة الأكثر انفتاحا.
اقرأ المزيد:انخفاض كبير في أسعار العملات المعدنية التي تحمل شعار دونالد ترامب بعد مناظرة نارية مع كامالا هاريس
موقف ترامب من حقوق الإجهاض تحت التدقيق: التناقضات والسياسات على مستوى الولايات محل نقاش
وفيما يتعلق بحقوق الإجهاض، واجه ترامب تدقيقا بسبب تصريحاته المتضاربة. فقد ذكر أن بعض الولايات سمحت بالإجهاض في المراحل المتأخرة من الحمل، وقال إنه سيفوض سياسة الإجهاض إلى ولايات فردية، مع السماح باستثناءات في حالات الاغتصاب وزنا المحارم. واتهمت هاريس ترامب بنشر الأكاذيب، وسلطت الضوء على أن ثلاثة من قضاة المحكمة العليا الذين ألغوا حقوق الإجهاض على مستوى البلاد تم تعيينهم من قبله. وزعمت أن العديد من الولايات تبنت قوانين إجهاض تقييدية دون استثناءات للاغتصاب أو سفاح القربى.
ترامب وهاريس يتصادمان بشأن السياسة الخارجية: أوكرانيا وإسرائيل والشرق الأوسط
كما تطرقت المناظرة إلى الحرب بين أوكرانيا وروسيا والصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وزعم ترامب أن بوتن لم يكن ليغزو أوكرانيا لو كان رئيسًا، ووصف هاريس بأنها شخص "يكره إسرائيل". وأشار إلى أن رئاسة هاريس من شأنها أن تعرض وجود إسرائيل للخطر.
وقد دحضت هاريس ادعاءات ترامب، مؤكدة التزامها بالدفاع عن إسرائيل، وخاصة ضد التهديدات الإيرانية. وشددت على الحاجة إلى المفاوضات لإنهاء الحرب ومعالجة القضايا الإنسانية في غزة وحقوق الفلسطينيين. ودعمت هاريس حل الدولتين، على النقيض من نهج ترامب.
وعندما سُئل عما إذا كان يريد فوز أوكرانيا على روسيا، قال ترامب ببساطة: "أريد أن تنتهي الحرب". وفسرت وسائل الإعلام المؤيدة للديمقراطية إجابته الغامضة على أنها إحجام عن دعم أوكرانيا بشكل كامل. واتهمت هاريس ترامب بإطراء بوتن، مؤكدة أن رئاسة ترامب لن تؤدي إلا إلى تشجيع الزعيم الروسي أكثر.
اقرأ المزيد:دعم تايلور سويفت المذهل قد يمهد الطريق أمام فوز كامالا هاريس في عام 2024!
تحليل المناظرة
بعد المناظرة، اعتبرت العديد من وسائل الإعلام المؤيدة للديمقراطيين أن المناظرة كانت مفيدة لهاريس. وهناك تكهنات حول مناظرة محتملة في المستقبل بين تيم والز، زميل هاريس في الترشح، وترامب، على الرغم من عدم تأكيد ذلك.
وفي أسواق التنبؤ مثل بوليماركت، يظل ترامب وهاريس متكافئين، مع مستويات دعم بلغت 49% لكل منهما، مما يشير إلى سباق متقارب.
خاتمة
وعلى الرغم من المناقشة المكثفة، يواجه كلا المرشحين تحديات في التأثير على الناخبين غير الحاسمين. وتسلط خطابات ترامب العدوانية وردود هاريس الضوء على الطبيعة الاستقطابية للانتخابات الحالية، حيث يقدم كلا الجانبين رؤى مختلفة تمامًا للمستقبل.