يعكف البيت الأبيض على وضع اللمسات الأخيرة على خطط لتخفيف القيود المفروضة على كيفية استخدام أوكرانيا للأسلحة التي تبرعت بها الولايات المتحدة، بما في ذلك توسيع المناطق داخل روسيا التي يُسمح لأوكرانيا باستهدافها. وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي تسعى فيه أوكرانيا إلى تعزيز قدراتها الدفاعية والهجومية وسط الصراع المستمر مع روسيا.
وتتركز المناقشات بين المسؤولين الأميركيين والبريطانيين والأوكرانيين على عدة تغييرات رئيسية:
- توسيع المناطق المستهدفة: ويدرس المسؤولون السماح لأوكرانيا باستخدام أسلحة أميركية وبريطانية الصنع لشن هجمات في عمق الأراضي الروسية. وقد يشمل هذا استخدام صواريخ بريطانية بعيدة المدى تتضمن مكونات أميركية.
- حماية معززة ضد الصواريخ الروسية: وهناك أيضًا خطط لتحسين دفاعات أوكرانيا ضد الهجمات الصاروخية الروسية.
وتمثل هذه المناقشات تحولاً عن القيود السابقة المفروضة على استخدام الأسلحة المقدمة كتبرعات. فمن الناحية التاريخية، كانت الولايات المتحدة حذرة بشأن السماح لأوكرانيا بتنفيذ ضربات في عمق روسيا لتجنب تصعيد الصراع.
القيود الحالية وتحول السياسة
في السابق، سمحت إدارة بايدن باستخدام محدود للأسلحة الأميركية داخل مناطق محددة، مثل تلك المحيطة بمدينة خاركوف، لتجنب الهجمات المباشرة على الأراضي الروسية. ومع ذلك، ومع تزايد الضغوط والتطورات الأخيرة، بما في ذلك تأكيد شحنات الصواريخ الباليستية الإيرانية إلى روسيا، هناك زخم متزايد لإعادة تقييم هذه القيود.
في يونيو/حزيران، ألمح مستشار الأمن القومي جيك سوليفان إلى تحول محتمل في السياسة، مؤكداً أنه إذا هاجمت روسيا أوكرانيا من أراضيها، فسيكون من المنطقي أن تتمكن أوكرانيا من الرد. وأشار الرئيس بايدن إلى أن الإدارة تعمل على هذه القضية، رغم أن القرار النهائي لم يُعلن بعد.
بوتن يقول إن حلف شمال الأطلسي سيخوض حربا مع روسيا إذا استخدمت أوكرانيا صواريخ غربية بعيدة المدى لمهاجمة الأراضي الروسية
حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتن في وقت متأخر من يوم الخميس من أنه سينظر إلى مثل هذه الصفقة على أنها دخول مباشر من جانب حلف شمال الأطلسي في حرب. وقال "إن هذا يعني أن دول حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة والدول الأوروبية في حالة حرب مع روسيا".
الضغوط الكونجرسية وردود الفعل الدولية
وقد كثف المشرعون الأميركيون من كلا الحزبين دعواتهم لرفع القيود. وحثت مجموعة من الحزبين، بما في ذلك رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ بن كاردين، الإدارة على التحرك. ويزعمون أن تخفيف القيود من شأنه أن يساعد أوكرانيا في الدفاع عن نفسها بشكل أكثر فعالية والضغط على روسيا.
وأشار كاردين إلى أنه في حين كان بعض الحلفاء الأوروبيين مترددين، هناك قبول متزايد للسماح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة داخل روسيا. ومن المتوقع أن يناقش الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مقترحاته والحاجة إلى مزيد من الدعم خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة المقبلة.